إنه لمن دواعى الشرف أن أضع بين أيديكم أقوة دورة فريدة من نوعها مليئة بالإستراتيجيات فى تحسين الصوت فى تلاوة القرآن والإنشاد الدينى وتمارين تقوية وتطوير المهارات الصوتية والسمعية وتحسين الصوت بالقرآن مستحب بإجماع السلف والخلف، لكن يحرم على القارئ حرمة شديدة الخروج في ذلك عن قواعد التجويد وأداب التلاوة بلحن أو تطريب، فكل ما أخرج القرآن
وعدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج فهو حرام لقول الله تعالى: قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الزمر:28}.
هذه الدورة تنمى في الطّالب الأذن الموسيقيّة الّذي يدفعه للاستماع المكرّر إلى مقرئ معيّن يمتلك طبقة صوت متقاربة لطبقة صوت الطّالب، لأنّ أصوات النّاس مختلفة، فبعضهم يمتلك صوتًا رفيعًا، وبعضهم يمتلك صوتًا متينًا فخمًا أو صوتًا رخيمًا، والبعض منهم يمتلك صوتًا رفيعًا حادًّا. وطيقة القارئ يحددها المدرب الخاص به وليحذر الطالب أن ينجرف إلى قارئ ما لشهورته أو لحب الناس لصوته ويحاول تقليده مما قد يؤدى إلى فقدانه لصوته
فعلى المدرب أنّ يعلم في بداية الأمر ما نوع صوت تلميذه؟ وهل يستطيع أن يقرأ بالقرار ويصعد إلى الجواب، ومن ثمّ إلى جواب الجواب، أو أنَّ صوته محدود فلا يقدر إلا على القرار والجواب؟ عليه أن يكتشف خصوصيّة صوته قبل أن يشرع بالتّدريب، حتّى لا يحمّل صوته ما لا طاقة له فيجرحه ويشوّهه.
وبعد أن يحدد المدرب للطالب مقرئًا يناسب صوته، ينبغي أن يستمع إلى ترتيله أوّلاً، ويدمن على الاستماع إليه، حتّى يتمكّن من تقليد ترتيله. بعدها يبتدئ الاستماع إلى تحقيق (تجويد) مقرئه، لتترسّخ قراءاته في ذهنه ومن ثمّ يعمل على تقليده ابتداءً من مقام البيات. أو ما يراه المدرب مناسب لطلابه